خبرة النجوم السوداء أطاحت بأصحاب الأرض من دور الثمانية لكأس أفريقيا

[center]



حجز المنتخب الغاني لكرة القدم ،بخبرته الكبيرة ، مقعده في الدور قبل النهائي لبطولة كأس الأمم الأفريقية السابعة والعشرين المقامة حاليا في أنجولا اثر تغلبه على نظيره الأنجولي 1/صفر اليوم الأحد على استاد "11 نوفمبر" بالعاصمة لواندا في أولى مباريات دور الثمانية للبطولة.

وأصبح النجوم السوداء أول المتأهلين للمربع الذهبي في البطولة بعدما أطاحوا بأصحاب الأرض ،في مباراة لعبت فيها الخبرة دورا كبيرا لصالح غانا.

قدم الفريقان عرضا جيدا وسريعا على مدار الشوطين ، ونجح المنتخب الغاني في ترجمة واحدة من هجماته القليلة خلال الشوط الأول إلى هدف التقدم الذي سجله أسامواه جيان في الدقيقة 16 ،وفشل المنتخب الأنجولي في تحقيق التعادل على مدار أكثر من 75 دقيقة ليخرج أصحاب الأرض.

وبذلك تأهل المنتخب الغاني للدور قبل النهائي في البطولة الأفريقية للمرة الثانية على التوالي بعد أن كان توج باللقب الأفريقي أربع مرات سابقة ، كان آخرها عام 1982 ، في حين اخفق المنتخب الأنجولي في عبور دور الثمانية للبطولة الثانية على التوالي حيث وصل لنفس الدور في البطولة السابقة وخسر أمام نظيره المصري الذي توج فيما بعد باللقب.

ولم يسبق للمنتخب الأنجولي (الظبيان السوداء) التأهل للمربع الذهبي في البطولة ،حيث كان مصيره دائما الخروج من الدور الأول في ثلاث مشاركات سابقة ،ثم الخروج من دور الثمانية في البطولتين الماضية والحالية.

لعب حارس مرمى غانا ريتشارد كينجسون ، بخبرته الكبيرة ، دورا رائعا في خروج المباراة بهذه النتيجة،رغم الضغط الأنجولي في فترات عديدة من المباراة ،وخاصة في الدقائق الأخيرة من اللقاء.

وتفوق المدرب الصربي ميلوفان راجيفاك ،المدير الفني للمنتخب الغاني، خططيا على البرتغالي مانويل جوزيه، المدير الفني لانجولا ، حيث كان الأكثر استفادة من إمكانيات لاعبيه وخبرتهم ، في حين اخفق جوزيه في قيادة فريقه للتعادل رغم المساندة التي يجدها الفريق من الجماهير.

قدم الفريقان عرضا حماسيا سريعا في الشوط الأول غلب عليه الطابع الخططي خاصة في الربع ساعة الأول من المباراة ،ولكنه خلا من اللمحات الفنية لكل من الفريقين.

كان المنتخب الغاني هو الأكثر هدوءا وتعامل مع المباراة بخبرة على عكس المنتخب الأنجولي الذي سيطر عليه التوتر ، خاصة بعدما اهتزت شباكه بهدف من هجمة مرتدة في الدقيقة 16 .

كشف الشوط الأول عن ضعف مستوى خط دفاع الفريقين ، حيث كاد المنتخب الغاني يعزز هدفه أكثر من مرة بسبب سوء التغطية الدفاعية للمنتخب الأنجولي ،ولكن الحظ لم يحالفه.

وكاد الدفاع الغاني أن يسجل أكثر من هدف عن طريق الخطأ في مرمى فريقه ولكن الحارس المتألق ريتشارد كينجسون تصدى لكل هذه الأخطاء وحافظ على شباكه نظيفة في الشوط الأول ،رغم استحواذ المنتخب الأنجولي على الكرة في معظم فترات هذا الشوط.

بدأت المباراة بوقوف الفريقين دقيقة حدادا لوفاة أحد أقارب المدرب البرتغالي مانويل جوزيه، المدير الفني للمنتخب الأنجولي.

ولم تمض سوى 40 ثانية حتى وجه الحكم الجزائري محمد بنوزة الذي أدار اللقاء تحذيره الأول من الخشونة بعدما أشهر البطاقة الصفراء في وجه اللاعب الغاني آندري آيو للخشونة مع الأنجولي مابينا.

وشهدت الدقائق الأولى ضغطا هجوميا من المنتخب الأنجولي ويقظة وحذرا دفاعيا من المنتخب الغاني.

وفشلت محاولات المنتخب الأنجولي في اختراق منطقة جزاء غانا في الدقائق الأولى ولعب مابينا كرة عرضية من ناحية اليمين في الدقيقة التاسعة وكاد مدافع المنتخب الغاني يحولها إلى داخل مرماه عن طريق الخطأ ،ولكن كينجسون أمسكها بثبات.

واستمر الأداء على هذه الوتيرة في الدقائق التالية وقابل المهاجم الأنجولي مانوتشو إحدى التمريرات الطولية في الدقيقة 14 بضربة رأس في اتجاه المرمى وحاول اللاعب الغاني ،لي آدي ، السيطرة عليها داخل منطقة الجزاء، ولكنه كاد يحولها إلى داخل مرماه عن طريق الخطأ أيضا، ولكن كينجسون أمسكها بثبات.

ومن إحدى الهجمات المرتدة السريعة التي اعتمد عليها المنتخب الغاني ، مرر كوادو أسامواه الكرة من نصف ملعبه إلى زميله المهاجم أسامواه جيان الذي انطلق بالكرة وهيأها لنفسه، ثم سددها زاحفة من حدود منطقة الجزاء في الزاوية البعيدة ،وفي حراسة الدفاع الأنجولي لتذهب ،على يمين الحارس إلى داخل الشباك ليكون هدف التقدم للنجوم السوداء.

ومنح الهدف المنتخب الغاني ثقة كبيرة ، وكاد الفريق ان يعزز تقدمه من الهجمات المرتدة السريعة ،بينما كان المنتخب الأنجولي الأكثر استحواذا على الكرة وهجوما على المرمى الغاني ،لكنه فشل في تحقيق التعادل بسبب ابتعاد مهاجمه مانوتشو عن مستواه المعهود وتأثر زميله المهاجم الآخر فلافيو بالإصابة التي عانى منها في الفترة الماضية والتي حرمته من المشاركة مع الفريق في مباراته الثالثة الأخيرة بالدور الأول والتي تعادل فيها الفريق سلبيا مع نظيره الجزائري.

شهدت الدقيقة 30 هجمة خطيرة للمنتخب الأنجولي عندما وصلت الكرة لفلافيو داخل منطقة الجزاء ، ولعبها عرضية إلى مانوتشو الذي قابلها بضربة رأس قوية تصدى لها الحارس قبل خط المرمى وشتتها الدفاع.

ونال الأنجولي مابينا إنذارا في الدقيقة 33 للخشونة مع أوبوكو أجيمانج.

وبذل دجالما وجلبيرتو جهدا كبيرا في منطقة وسط الملعب ولكن وجودهما لم يعوض المنتخب الأنجولي عن تراجع مستوى مانوتشو وفلافيو، خاصة في ظل افتقاد المنتخب الأنجولي لصانع اللعب الجيد الذي يستطيع قيادة الفريق لتهديد المرمى الغاني بشكل دائم.

وتصدى كينجسون لفرصة أنجولية أخرى في الدقيقة 35 اثر ضربة حرة سددها جلبيرتو وأمسكها كينجسون على مرتين ،ولكن بنوزة احتسب ضربة حرة ضده داخل حدود منطقة الجزاء بسبب خطأ الحارس الذي احتفظ بالكرة طويلا ورغم كونها ضربة حرة غير مباشرة ، سددها فلافيو مباشرة فوق العارضة.

كاد الغاني هانز ساربي أن يسجل هدفاعن طريق الخطأ في مرمى فريقه في الدقيقة 43 بضربة رأس ولكن كينجسون أمسك بالكرة مجددا.

وأهدر مانوتشو هدفا مؤكدا للمنتخب الأنجولي في الدقيقة 44 ،اثر هجمة سريعة تلقى على اثرها فلافيو الكرة داخل منطقة الجزاء ولكنه اضطر تحت ضغط الدفاع الغاني إلى تمريرها للخلف ليسددها مانوتشو قوية فوق العارضة، وهو خال تماما من الرقابة، لينتهي الشوط الأول بتقدم غانا بهدف نظيف سجله جيان.

وفرض المنتخب الغاني سيطرته على مجريات اللعب في الدقائق الأولى من الشوط الثاني ،ولكن دون خطورة حقيقية على المرمى الأنجولي ، رغم المحاولات العديدة من اللاعبين آندري آيو وأسامواه جيان وكوادو أسامواه.

وشعر جوزيه بحرج موقف فريقه ، فأجرى التغيير الأول في الدقيقة 57 بنزول جوب بدلا من ستيلفيو.

وواصل المنتخب الغاني سيطرته ،وإن بدأ المنتخب الأنجولي مبادلته الهجمات ،لكن دون خطورة أيضا بعدما تدارك الدفاع الغاني الأخطاء التي وقع فيها في الشوط الأول وأصبح أكثر حرصا وسلابة.

وأجرى المدرب الصربي ميلوفان راجيفاك ،المدير الفني للمنتخب الغاني تغييرا اضطرارا في الدقيقة 62 بنزول أمواه بدلا من أسامواه جيان للإصابة.

ومن إحدى الهجمات الغانية ،كاد هامينو دراماني يسجل هدف فريقه الثاني في الدقيقة 66 عندما تسلم الكرة داخل منطقة الجزاء ، فتوغل بها بعدما راوغ الدفاع وسدد الكرة قوية، ولكن في يد الحارس الأنجولي كارلوس فيركنانديز.

ورد عليها المنتخب الأنجولي في الدقيقة التالية بضربة حرة سددها فلافيو ولكن الكرة مرت فوق العارضة.

وكثف المنتخب الأنجولي هجومه بحثا عن هدف التعادل وأنقذ المدافع الغاني لي آدي فريقه من هدف مؤكد في الدقيقة 70 عندما أطاح برأسه الكرة اثر عرضية لعبها جلبيرتو من ناحية اليسار اخرجها آدي قبل رأس فلافيو المتحفز.

وحصل مانوتشو على ضربة حرة خارج حدود منطقة جزاء غانا مباشرة في الدقيقة 71 ،سددها جلبيرتو لتصطدم برأس أحد المدافعين ، وتخرج إلى ركنية لم تستغل.

وأهدر مانوتشو هدفا مؤكدا في الدقيقة 73 اثر كرة عرضية لعبها جوب من الناحية اليمنى ، قابلها مانوتشو بضربة رأس رائعة وهو في حلق المرمى ولكن الكرة ذهبت فوق العارضة.

ودفع جوزيه بتغييرين متتاليين ، حيث لعب زي كالانجا وإينوكي بدلا من جلبيرتو وزويلا في الدقيقتين 73 و77 على الترتيب ونال الغاني البديل أمواه إنذارا في الدقيقة 78 لإضاعة الوقت.

سدد كوادو أسامواه كرة قوية بيسراه من حدود منطقة الجزاء في الدقيقة 80، تصدى لها الحارس الأنجولي وأخرجها إلى ركنية لم تستغل.

وشهدت الدقائق الأخيرة هجوما مكثفا من المنتخب الأنجولي لتسجيل هدف التعادل ولكن دون جدوى ، كما نال اللاعب الغاني أجيمانج انذارا في الدقيقة 85 للخشونة مع مابينا.

وشكلت الهجمات المرتدة السريعة للمنتخب الغاني خطورة فائقة وسط تقدم معظم لاعبي أنجولا في الهجوم.

وكاد اللاعب الأنجولي كالي أن يسجل هدف التعادل الثمين في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع اثر تمريرة بينية إليه ،ولكن الحارس الغاني كينجسون خرج من مرماه وتدخل مع كالي في الوقت المناسب ثم شتت اللاعب الغاني إسحق فورساه الكرة من أمام مرمه لينتهي اللقاء بالفوز الثمين للنجوم السوداء.