طالب
المحامي نبيه الوحش- في إنذار توجه به على يد محضر إلى مقر الكاتدرائية
الأرثوذكسية بالعباسية- البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية، بطريرك
الكرازة المرقسية بإصدار بيان باسم الكنيسة يعلن فيه الاعتذار للدولة
وأجهزتها والمسلمين، عن اتهامات باختطاف المسيحيات وإجبارهن على اعتناق
الإسلام، كما جرى في واقعة اختفاء زوجة كاهن كنيسة دير مواس، إثر هروبها من
منزل الزوجية لعدة أيام، قبل أن يتم العثور عليها مختفية لدى أقربائها على
خلفية مشاكل أسرية.
ودعا الوحش البابا شنودة- المتواجد حاليًا
بالولايات المتحدة للعلاج- إلى ضرورة استدعاء جميع الكهنة والقساوسة الذين
اتهمهم بالتحريض على ترديد الهتافات المعادية للدولة والتحقيق معهم كنسيا،
بتهمة محاولة إشعال الفتنة الطائفية وزعزعة الأمن والسلم الاجتماعي، على أن
شلح من يثبت تورطه من رتبته الدينية في الوقوف وراء تلك الادعاءات التي
ثبت عدم صحتها.
وكانت أجهزة الأمن تمكنت في وقت سابق من هذا الأسبوع
من العثور على زوجة الكاهن، التي اختفت ليلة الأحد 18 يوليو الجاري، ولم
تصدر الجهات الأمنية أي تفاصيل عن الموضوع، فيما أكد هاني عزيز، وهو رجل
أعمال مقرب من الكنيسة الأرثوذكسية، إن زوجة الكاهن اختفت من المنزل إثر
خلافات زوجية عادية، وإن الأمر ليس به أي أبعاد أمنية أو طائفية.
وعلى
مدار نحو أسبوع، كانت فيها الزوجة كاميليا شحاتة (24 عامًا) غائبة عن منزل
زوجها، نظم الأقباط احتجاجات واسعة في المنيا وتوافدوا على مقر
الكاتدرائية بالقاهرة للتظاهر موجهين اتهامات للدولة بالتقاعس عن كشف غموض
اختفائها، وسط إشارات اتهام إلى الدولة بالوقف وراء ذلك، قبل أن يتبين كذب
تلك الادعاءات لاحقًا.
وطالب الإنذار الكنيسة الأرثوذكسية برئاسة
البابا شنودة بأن تصدر بيانا يعلن فيه عدم السماح مجددا بالتجمع ومنع
الاعتصامات والاحتجاجات داخل الكنيسة، واستبدالها بالاعتصام والاحتجاج أمام
مؤسسات الدولة، خاصة وأن الكاتدرائية ما هي إلا مؤسسة دينية لأداء
الشعائر، الاعتصام والاحتجاج بداخلها يعد مخالفا للدستور والقانون، ومخالفا
لمبدأ المواطنة المنصوص عليه في الدستور.
ونوه الإنذار إلى أن
الكاتدرائية هي مؤسسة دينية تابعة للدولة ولم تعلن استقلالها عنها حتى
الآن، في اتهام ضمني إلى الكنيسة بأنها أصبحت مصدر استقواء للأقباط، والسعي
لمحاولة فرض إرادتها على الدولة في العديد من القضايا المثيرة الجدل.
وحذر
الوحش من أن عدم تنفيذ هذه المطالب سيؤدى إلى تكرار المظاهرات والهتافات
داخل الكاتدرائية، وهو ما يهدد إلى شق وحدة الوطن, وسيؤكد الشائعات التي
يرددها البعض بأن قيادة الكنيسة تشجع على تكريس فكرة دولة الكنيسة
المستقلة, وهدد بأنه سيقدم بلاغا للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود
ويرفع دعوى قضائية ضد البابا شنودة في حال عدم الاستجابة لهذه المطالب.