الصداقةكلمة صغيرة في حجمها كبيرة في مدلولها وفي معناها ومضمونها ، هي اجمل شيءفي الوجود وهي ايضا علاقة انسانية راقية ، وهي تعبير عن صلة بشرية رائعةوروعة من روائع التكامل والترابط بين البشر وهي ايضا جوهر الانسان ومصدقة.
انها رابطة نفسية قوية بين شخصين ، وتعتبرصفقة تجارية تتم بين طرفين متفاهمين ، ويكون عربونها المحبة والتعاونوالاخلاص والثقة المتبادلة بين الطرفين .
ان الصداقة لاتقدر بثمن ولا تقاس باي مقياس ، ولا توزن باي مكيال انهااكبر من هذه الاشياء كلها ، ان المرء لايستطيع ان يعيش منفردا و في عزلةعن الاخرين بل يحتاج الى مساعدة الصديق ليقف الى جانبه ، وشر صنوف الفقرفقر الصديق والانسان يتمهل عند اختيار صديقه وانما بالعقل السليم والمنطقوالفهم الدقيق .
الصداقة قيمة إنسانية أخلاقية ودينية عظيمة سامية المعاني والجمال كبيرةالشأن بها تسمو الحياة وترتقي وبدونها تنحدر 0الصداقة من الصدق ، والصدقعكس الكذب. والصديق هو من صدقك وعدو عدوك . إنها علاقة وثيقة بين شخصين أوأكثر علاقة متبادلة وانسجام كامل في المشاعر والأحاسيس وهي بالغة الأهميةفي استقرار الفرد وتطور المجتمع 0
لان الإنسان خلقه الله كائن اجتماعي لا يقدر العيش بمفرده بل يتفاعل مع منحوله ايجابيا ليشكل المجتمع المتكامل 0لتعطيه الصداقة الدفء والشعوربالمحبة والراحة في حياته وخاصة إن كان ممن يحسن اختيارهم فهم جواهرالحياة والمفترض أن نحسن تميزهم عن وحل الأرض
0 لان أشباه الصديق والصداقة السيئة تنتهي بسرعة انتهاء فقاعة الماء أو الصابون
فالصداقة تجعل الحياة جميلة لأنها تخدم الروح والجسد والعقل 0
علينا اكتساب الأصدقاء والعمل على المحافظة عليهم كما قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في حديث له:
( عليك بإخوان الصدق، فأكثر من اكتسابهم، فإنهم عدة عند الرخاء، وجنة عند البلاء) 0
0والمعروف إن افتقاد الصداقات والعلاقات مع الناس والأصدقاء يولد الاكتئابوالمرض والتوتر النفسي والكثير من المشاكل الصحية والنفسية0 والجلوسمنفردا عقوبة جسمية ونفسية قاسية تمارسها السلطات على المخالف للقانون ويتعرض لها من لا صديق له وفي الأمثال والأقوال يقال( الصديق والرفيق قبلالطريق ) وقول الشاعر:
صديقي من يقاسمني همومي
ويرمي بالعداوة من رماني
ويحفظني إذا ما غبت عنـه
وارجـوه لنائبـة الزمـان
من هنا يحق للصداقة أن تتباهى بجمالها السامي المزهو بالكبرياء00 وهيالمنهل العذب لكل جوانب الحياة و هذا الترفع والتكبر بهذا الموقع مسموح وغير قبيح ولائق لها .
إلا أنها استيقظت أمس من رقادها وقبل إعلان وفاتها نشرت نعوتها علىالجدران وفي الشوارع والأزقة بعد أخذت تراجع علاقاتها المنهارة بجدارة علىأنسام هواء المال و الأخلاق المستوردة معلنةً: دون إرادتها مرغمة :
إن الصداقة حياة عاطفية ماضية ذابلة الأغصان و لا خضرة فيها وان الحياةتغيرت والعلاقات يجب أن تتغير رغم استمرار سطوع الشمس ونقاء السماء. وإذاكانت الصداقة ذابلة الأغصان فلا فيء لها بالتالي تصلح كحطب للتدفئة فقط