تزايد عدد أيام السنة بتقادم عمر الأرض وعلاقتها بالسرعة الفائقة لدوران الأرض حول محورها عند بدء الخلق في أثناء دراسة الظروف المناخية
والبيئية القديمة كما هي مدونة في كل من جذوع النباتات وهياكل الحيوانات القديمة أتضح للدارسين أنه كلما تقادم الزمن بتلك الحلقات السنوية وخطوط
النمو زاد عدد الأيام في السنة، وزيادة عدد الأيام في السنة هو تعبير دقيق عن زيادة سرعة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس.وبتطبيق هذه
الملاحظة المدونة في الأحافير (البقايا الصلبة للكائنات البائدة) بدقة
بالغة أتضح أن عدد أيام السنة في العصر الكمبري (CambrianPeriod)أي منذ حوالي ستمائة مليون سنة مضت ـ كان 425 يوما، وفي منتصف العصر
الأوردوفيشي (OrdovicianPeriod) أي منذ حوالي 450 مليون سنة مضت ـ كان
415 يوما، وبنهاية العصر التراياسي (TriassicPeriod)أي منذ حوالي مائتي مليون سنة مضت ـ كان 385 يوما.وهكذا ظل هذا التناقص في عدد أيام
السنة (والذي يعكس التناقص التدريجي في سرعة دوران الأرض حول محورها) حتى وصل عدد أيام السنة في زماننا الراهن إلي 365،25 يوم تقريبا (365يوما،5 ساعات،49 دقيقة،12 ثانية).وباستكمال هذه الدراسة اتضح أن الأرض تفقد من سرعة دورانها حول محورها أمام الشمس واحدا من الألف
من الثانية في كل قرن من الزمان بسبب كل من عمليتي المد والجزر وفعل الرياح المعاكسة لاتجاه دوران الأرض حول محورها، وكلاهما يعمل عمل الكابح
(الفرامل) التي تبطئ من سرعة دوران الأرض حول محورها.وبمد هذه الدراسة إلي لحظة تيبس القشرة الخارجية للأرض (أي قريبا من بداية خلقها
علي هيئتها الكوكبية) منذ حوالي 4،600 مليون سنة مضت وصل عدد الأيام بالسنة إلي 2200 يوم تقريبا، ووصل طول الليل والنهار معا إلي حوالي
الأربع ساعات.ومعني هذا الكلام أن سرعة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس كانت ستة أضعاف سرعتها الحالية..!!
فسبحان الله الذي أنزل في محكم كتابه من قبل ألف وأربعمائة سنة قوله الحق:
{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي
سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ
النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا}...(الأعراف: 54)
.
وسبحان الله الذي أبقي لنا في هياكل الكائنات الحية والبائدة ما يؤكد تلك الحقيقة الكونية، حتى تبقي هذه الإشارة القرآنية الموجزة يطلبه حثيثا مما يشهد
بالإعجاز العلمي للقرآن الكريم، وبأنه كلام الله الخالق، وبأن خاتم الأنبياء والمرسلين الذي تلقاه عن طريق الوحي كان موصولا برب السماوات
والأرض، وأنه (صلي الله عليه وسلم) ما كان ينطق عن الهوى...!!
ارتباك دوران الأرض قبل طلوع الشمس من مغربها
بمعرفة كل من سرعة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس في أيامنا الراهنة،
ومعدل تباطؤ سرعة هذا الدوران مع الزمن، توصل العلماء إلي الاستنتاج
الصحيح أن أرضنا سوف يأتي عليها وقت تجبر فيه علي تغيير اتجاه دورانها بعد
فترة من الاضطراب.فمنذ
اللحظة الأولي لخلقها إلي اليوم وإلي أن يشاء الله تدور أرضنا من الغرب
إلي الشرق، فتبدو الشمس طالعة من الشرق، وغاربة في الغرب، فإذا انعكس
اتجاه دوران الأرض طلعت الشمس من مغربها وهو من العلامات الكبري للساعة
ومن نبوءات المصطفي (صلي الله عليه وسلم).فعن
حذيفة بن أسيد الغفاري (رضي الله عنه) أنه قال: اطلع النبي (صلي الله
عليه وسلم) علينا ونحن نتذاكر، فقال: ما تذاكرون؟، قلنا: نذكر الساعة،
فقال: إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات فذكر: الدخان، الدجال،
والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسي بن مريم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم.وعن
عبدالله بن عمرو (رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه
وسلم) يقول: إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة علي
الناس ضحي، وأيهما ما كانت قبل صاحبتها، فالأخرى علي إثرها قريبا.وفي
حديث الدجال الذي رواه النواس بن سمعان (رضي الله عنه) قال: ذكر رسول
الله (صلي الله عليه وسلم) الدجال.. قلنا يا رسول الله: وما لبثه في
الأرض؟ قال (صلي الله عليه وسلم): أربعون يوما، يوم كسنة، ويوم كشهر،
ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم، قلنا يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة
أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال (صلي الله عليه وسلم): لا، أقدروا له...ومن
الأمور العجيبة أن يأتي العلم التجريبي في أواخر القرن العشرين ليؤكد أنه
قبل تغيير اتجاه دوران الأرض حول محورها أمام الشمس ستحدث فترة اضطراب
نتيجة لتباطؤ سرعة دوران الأرض حول محورها، وفي فترة الاضطراب تلك ستطول
الأيام بشكل كبير ثم تقصر وتنتظم بعد ذلك.ويعجب الإنسان لهذا
التوافق الشديد بين نبوءة المصطفي (صلي الله عليه وسلم) وما أثبته العلم
التجريبي في أواخر القرن العشرين، والسؤال الذي يفرض نفسه: من الذي علم
ذلك لهذا النبي الأمي
(صلي الله عليه وسلم)؟ ولماذا أشار القرآن الكريم إلي مثل هذه القضايا
الغيبية التي لم تكن معروفة في زمن الوحي؟ ولا لقرون من بعده؟لولا
أن الله تعالي يعلم بعلمه المحيط أن الإنسان سيصل في يوم من الأيام إلي
اكتشاف تلك الحقائق الكونية فتكون هذه الإشارات المضيئة في كتاب الله وفي
أحاديث خاتم أنبيائه ورسله (صلي الله عليه وسلم) شهادة له بالنبوة
وبالرسالة، في زمن التقدم العلمي والتقني الذي نعيشه.
خطأ شائع يجب تصحيحه
يظن بعض الناس أننا إذا أدركنا في صخور الأرض أو في صفحة السماء عددا من
معدلات التغيير الآنية في النظام الكوني الذي نعيش فيه فإنه قد يكون من
الممكن أن نحسب متي ينتهي هذا النظام، وبمعني آخر متي تكون الساعة...!!وهذا
وهم لا أساس له من الصحة لأن الآخرة لها من السنن والقوانين ما يغاير سنن
الدنيا، وأنها تأتي فجأة بقرار إلهي كن فيكون، دون انتظار لرتابة السنن
الكونية الراهنة التي تركها لنا ربنا تبارك وتعالي رحمة منه بنا، إثباتا
لإمكان حدوث الآخرة، وقرينة علمية علي حتمية وقوعها والتي جادل فيها أهل
الكفر والإلحاد عبر التاريخ، والذين كانت حجتهم الواهية الإدعاء الباطل
بأزلية العالم، وهو ادعاء أثبتت العلوم الكونية في عطاءاتها الكلية بطلانه
بطلانا كاملا...!!!فعلي سبيل المثال ـ لا الحصر ـ تفقد شمسنا من
كتلتها في كل ثانية علي هيئة طاقة ما يساوي 4،6 مليون طن من المادة (أي
نحو أربعة بلايين طن في اليوم)، ونحن نعرف كتلة الشمس في وقتنا الحاضر
فهل يمكن لعاقل أن يتصور إمكان استمرار الشمس حتى آخر جرام من مادتها؟
وحينئذ يمكن بقسمة كتلة الشمس علي ما تفقده في اليوم أن ندرك كم بقي من
عمرها؟هذا كلام يرفضه العقل السليم، لأن الساعة قرار إلهي غير
مرتبط بفناء مادة الشمس، وإن أبقي لنا ربنا تبارك وتعالي هذه الظاهرة من
الإفناء التدريجي للشمس، ولغيرها من نجوم السماء دليلا ماديا ملموسا علي
حتمية الآخرة، أما متي تكون؟ فهذا غيب مطلق في علم الله، لا يعلمه إلا هو
سبحانه وتعالي.وبالمثل فإن الحرارة تنتقل في كوننا المدرك من
الأجسام الحارة إلي الأجسام الباردة، ويفترض قانون انتقال الحرارة استمرار
تلك العملية حتى تتساوي درجة حرارة كل أجرام الكون وينتهي كل شئ.فهل
يمكن لعاقل أن يتصور استمرار الوجود حتى تتساوي درجة حرارة كل الأجرام في
الكون، أم أن هذا قرار إلهي: كن فيكون غير مرتبط بانتقال الحرارة من
الأجسام الحارة إلي الأجسام الباردة، وإن أبقاها الله تعالي قرينة مادية
ملموسة علي حتمية الآخرة؟وعلي أن الكون الذي نحيا فيه ليس أزليا ولا أبديا، فقد كانت له بداية، ولابد أن ستكون له في يوم من الأيام نهاية؟وهذا
ما أثبتته جميع الدراسات العلمية في عصر تفجر المعرفة الذي نعيشه، وأن تلك
النهاية لن تتم برتابة الأحداث الدنيوية في الجزء المدرك من الكون، بل هي
قرار إلهي فجائي لا يعلم وقته إلا الله سبحانه وتعالى ولذلك أنزل لنا في
محكم كتابه قوله الحق مخاطبا خاتم أنبيائه ورسله صلي الله عليه وسلم:
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا
عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ
فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً
يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ
اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}... (الأعراف: 187)كما
أنزل سبحانه وتعالي كذلك في المعني نفسه: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ
السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا * إِلَى
رَبِّكَ مُنتَهَاهَا * إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا *
كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ
ضُحَاهَا}... (النازعات: 42 ـ46).وعلي ذلك جاء رد المصطفي
(صلي الله عليه وسلم) علي جبريل (عليه السلام) حين سأله في جمع من
الصحابة: فأخبرني عن الساعة؟ بقوله الشريف: ما المسئول عنها بأعلم من
السائل.فسبحان الله الذي أنزل القرآن الكريم بالحق