سامحوني لم أستطع أن أرفض رغبة زوجي في
قتل ابني والتخلص منه وإلا طلقني وهجرني بعد أن احتواني بحبه وعطفه"..
بهذه الكلمات بدأت نادية عباس سليمان 40 سنة الحديث ل "الجمهورية" وهي تقص
واقعة اشتراكها مع زوجها محمود عبدالمجيد نقاش وشقيقها علاء عباس في قتل
نجلها الكبير سامح محمد صديق الشهير ب "البرنس".
قالت الأم إنها كانت متزوجة من والد سامح منذ 25 سنة وعمرها 16 عاما
ورزقها الله بسامح ففرحت به ثم بطفلين آخرين لكن زوجها توفي بعد معاناة مع
المرض.. فتقاذفتها أمواج الحياة بحلوها ومرها هي وأولادها حتي كبروا ولم
تعد قادرة علي السيطرة عليهم فتسربوا منها الواحد تلو الآخر وانتهي الأمر
باثنين منهما محمد ومحمود في سجن الأحداث وانخراط الابن الأكبر سامح في
طريق الإجرام والانحراف.
توقفت نادية لحظات عن الحديث التقطت أنفاسها خلالها ثم استرسلت وقالت
إنها وسط هذه الدوامات من الضياع والذئاب التي تحوم حولها تطمع في جسدها
وتشتهي أنوثتها وجدت يدا تمتد إليها من شخص يدعي محمود عبدالمجيد نقاش
طلبها زوجة في الحلال فوافقت علي الفور وبالفعل وجدت في حضن زوجي الثاني
الدفء والأمان والحب والاستقرار ولم ينغص صفو هذه الحياة سوي ابني
"البرنس" سامح.
وبسبب تصرفاته وانخراطه في الإجرام وارتكابه جرائم سرقة ونصب وملاحقة
الشرطة له وترددهم علي منزلنا للسؤال عنه فوجئت بزوجي يخبرني أن ابنها
أصبح عارا عليها وأنه سيتسبب في بطالته حيث إن مهنة النقاشة تعتمد علي
السمعة وإذا ترامي لسمع الزبائن أن لديه قريبا لصا لن يحصل علي أي مقاولة.
قالت الزوجة إنها حاولت تهدئة زوجها مرات عديدة وتصفية الأجواء بينه
وبين نجلها لكن فضائح الابن لم تتوقف بل زادت وخاصة فضائحه الأخلاقية التي
زادت الطين بلة. فوجدتني أمام خيارين إما الطلاق وإما الموافقة علي خطة
زوجي للخلاص من نجلي فاخترت الزوج.
أضافت المتهمة أنها بعد اختيارها لقرار زوجها أصابها إرهاق مفاجيء
فذهبت للطبيب الذي أخبرها بأنها حامل وهنا أكد لها الزوج أن الطفل الجديد
سيكون اسمه سامح بدلا من الكبير الذي سنتخلص منه بسبب فضائحه.
أشارت المتهمة أن شقيقها علاء عباس لم يكن من الصعب إقناعه بالاشتراك
في الجريمة حيث كان يعاني من البطالة بعد أن فقد عمله كعربجي فمجرد أن عرض
الزوج عليه وافق ورحب بالمخطط بحجة الخلاص من الفضائح وعار الابن.
وأضافت الأم: شرحت خطة التخلص من نجلي حيث اتفق زوجي مع اثنين من
رفاقه علي استدراجه لمنطقة المنشية مقابل 70 جنيها وبعد وصوله كان في
انتظاره شقيقي الذي تظاهر أن المقابلة محض صدفة وأقنعه بالحضور لمنزلي
بمنطقة الكيلو 21 بعد أن أخبره كذبا بأني مريضة فوافق ابني علي الحضور
برغم عنف زوجي معه.
سكتت الأم عن الحديث والدموع تتساقط من عينيها كأنها تريد أن تمحو
الواقعة من ذاكرتها ثم استأنفت الكلام بأنه مجرد وصول ابنها للمنزل قام
زوجها وشقيقها بتقييده ثم استمرا في تعذيبه عدة أيام حتي خارت قوته خاصة
مع منع الطعام والشراب عنه التي كانت تهربه له خلسة دون أن يشعر الزوج
والشقيق خاصة بعد أن شاهدت الوشم المطبوع علي ذراعه الأيمن "أمي أعز
الناس" وكنا نستخدم المكواة والأسلاك الكهربائية وعلب البيروسول التي يتم
إشعال النار فيها وتوجيهها إلي جسد ابني حتي سقط صريعا.
كانت خطة التخلص من الجثة من زوجي حيث وضعها داخل برميل به بعض
الكلور لتتحلل الجثة ثم أحكم غلقه وأحضر سيارة نقل وطلب من السائق نقل
البرميل باعتبار أن داخله "مواد طلاء" ثم أحضر سلما خشبيا للتمويه بأنه
متوجه لمقاولة نقاشة وطلب من السائق التوجه لمنطقة محرم بك حيث توجد ترعة
الشرب التي أشار شقيقي بإلقاء البرميل هناك لمعرفته بتلك المنطقة النائية.
بعد أن عثر الأهالي علي البرميل وداخلها الجثة أصابهم الفزع فأخطروا
المقدم محمد عمران رئيس مباحث محرم بك الذي انتقل لمكان البلاغ وتبين أن
الجثة مشوهة بفعل الكلور وضاعت معالم الوجوه ومن الصعب التعرف علي هويتها.
طلب اللواء مدير المباحث رفع بصمات الجثة وتمكنت أجهزة البصمات
بالأمن العام من تحديد شخصية صاحبها وهي للمسجل سرقات ونصب سامح محمد صديق
الشهير ب "البرنس".
بمجرد تحديد الشخصية بدأ حل اللغز حيث كشفت التحريات بإشراف العميد
رئيس المباحث أن أسرة القتيل غادرت شقتهم بمنطقة الكيلو 21 وأن المجني
عليه شوهد في شقتهم قبل العثور علي جثته كما سمع الأهالي صوت صراخ كان
يصدر من الشقة.
تم إعداد عدة كمائن للمتهمين وألقي القبض عليهم واعترفوا بجريمتهم
فأحيلوا إلي نيابة محرم بك التي أمرت بحبسهم بإشراف المستشار محمد
البنداري المحامي العام لنيابات شرق الإسكندرية أربعة أيام علي ذمة
التحقيقات.
ولا حول ولا قوه الا بلله
زمن العجايب و الله ربنا يحفظنا